عدد المقالات 70
لا تموت الأرواح، وما الكتاب إلا فيض من روح. عندما نقول مجازاً إننا نعيد الحياة إلى كتاب؛ فإنما نعني أن ننفض من فوقه التراب، وأن ننقله من رفوف الإهمال والنسيان إلى يد حانية جديدة. هكذا وُلدت فكرة معرض «أعِد الحياة لكتاب» من أكوام كتب قديمة تبرعت بها إحدى الجهات الحكومية لمركز فتيات الخور، فتبلورت على يد مديرة المركز والعاملين فيه من خلال معرض للكتب المستعملة تُباع بسعر رمزي لا يتعدى الريال والريالين، مع دعوة عدد من دور النشر للمشاركة فيه، وعدد من الكتّاب والمثقفين القطريين. فكانت نسخته الناجحة الأولى سنة 2018. حينها لم أكن معهم، لكن الحظ حالفني هذا العام في أن أكون من العاملين على هذا المشروع الرائع الذي تم توسعته لنجاح الفكرة، ونحو طلب مزيد من التفاعل المجتمعي الذي أُقيمت من أجله هذه المراكز. لفتات مذهلة استوقفتني في جميع مراحله.. التفاعل مع الجمهور المتبرّع أظهر صورة تكاد تكون مثالية لمجتمع معطاء واعٍ بمواطنيه ومقيميه، يدرك قيمة الكتاب والثقافة، ويريد أن يساهم مع أعلى درجات الامتنان والحب. ما لمسته حقيقة، أن الأمر لم يكن مجرد التخلص من أكوام الكتب المستهلكة فقط؛ بل رغبة صادقة في المشاركة في حدث كهذا؛ ما يُظهر تعطّش المجتمع إلى المشاركة بشكل فعّال في الأنشطة التي تثري أخلاقيات المجتمع وقيمه وثقافته، وما ينقص فقط هو المبادرات والتوجيه من مثل هذه المراكز الثقافية والمجتمعية؛ حتى تتنامى وتصبح أنشطة مجتمعية في مجملها، خاصة أننا نعيش -ولله الحمد- في ظل رؤية تتطلع إلى تطوّر حقيقي لا يمكن أن يحصل دون مشاركة المجتمع بشكل أساسي وجاد. تطوُّع عدد من طالبات الثانوية في هذا المعرض لتحصيل ساعات العمل التطوعي، بالإضافة إلى عدد من الموظفات وربات البيوت من خارج المركز، كان من أساسيات نجاح هذه الفعالية والتعويض عما تحتاجه من عناصر بشرية لتنفيذه. كذلك استجابة عدد من الصحافيين والكتّاب والإعلاميين للمشاركة في هذا الحدث، كانت من الأمور الرائعة التي منحته مزيداً من التألق والحياة. في النهاية، أود أن أوجّه الشكر إلى مديرة المركز السيدة جنعة المريخي، التي أصرت على المضي في هذا المشروع رغم ظهور بعض المعوّقات البيروقراطية في استخراج التصاريح لهذه الفعالية، والعدد المحدود لموظفي المركز الذين قاموا بما أُنيط بهم من عمل على أكمل وجه، وجميع المتطوعات اللاتي شاركن بكل إخلاص دون أي مقابل مادي، والأكيد كل من ساهم من خلال التبرع بالكتب والأفكار ليخرج هذا العمل الجماعي المشرّف الذي بتنا ننتظره كل عام. تمنياتي بمزيد من الفعاليات والمبادرات لصنع مجتمع كبير.
في يوم حزين لأعداء أردوغان ولا أقول الإسلام حتى لا نقع في النيات، وبعد طلب من الشعب التركي وقّع عليه ما لا يقل عن 18 مليون تركي، وبحكم من الحكمة تم إعادة أيا صوفيا إلى...
من الأمور التي استرعت انتباهنا مؤخراً، قضية تُتداول منذ أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي بين فئات مختلفة من الشباب، وتدور حول جواز أو عدم جواز التلفّظ بكلمة عنصرية كانت تُستخدم ضد العبيد في أميركا كنوع...
توجّهت وزارة الثقافة، مؤخراً، في خطتها السنوية في ما يتعلّق بأنشطة المراكز الثقافية والنسائية التابعة لها، إلى إيقاف كل ما يُعتبر نشاطاً دينياً تقريباً؛ كإيقاف حلقات تحفيظ القرآن، والمحاضرات الدينية والدعوية التي تقدّمها داعيات متخصّصات...
ربما هي العشرون دقيقة التي أشعلت كل تلك الحرائق، ونحن نرى ببطء كيف كان يحتضر جورج فلويد تحت ركبة قاتله رجل الأمن. أكاد أجزم أن الكثيرين لم يتحمّلوا رؤية هذا الفيديو، بما فيه من قهر...
بعد أن ساهمت العولمة في نشر «كورونا» عبر وسائل السفر، تساهم مجدداً في تشويش وعي الناس وقناعاتهم في ما يخصّ «كورونا»، عبر وسائل التواصل والبرامج الإخبارية، حتى ليبدو أن هناك هُوّةً ما، بين الإجراءات التي...
لا يخفى على أحد أن توقف أغلب الأنشطة الاقتصادية بسبب الإجراءات الاحترازية ضد وباء «كورونا» كانت له آثار سلبية وسيئة على أصحاب الأعمال الخاصة، أو المشاريع الفردية، حيث خسر كثيرون أعمالهم أو العائد المادي الذي...
أتساءل مع كل مقال أكتبه هذه الأيام: هل يجب أن أكتب عن «كورونا» أيضاً؟ حتى في رمضان؟ وكأننا ما عدنا نستطيع التفكير في أي شيء إلا تحت مظلته؛ لكن كما يبدو فقد سقطت الكثير من...
كما قلنا في الأسبوع الماضي، يبدو أننا خرجنا من مرحلة الصدمة إلى مرحلة التأقلم والتكيف مع «كورونا» الخطير، الذي قلب العالم رأساً على عقب اقتصادياً، ووجودياً، ونفسياً، وعقلياً. «كورونا» أبرز القوى العظمى وكأنها هياكل تتآكل،...
ونحن نعيش في زمن هذا الوباء العجيب، وننتظر أن تتكشف لنا منه كل يوم معلومة أو أكثر، يحصد كثيراً من الأرواح في شمال الأرض، ويداعب جنوبها بظلاله المخيفة، وهو يبسط رداءه فوق مشارق الأرض ومغاربها،...
لا نستطيع أن ننكر أن ما يحدث معنا في زمن «كورونا» من حجر صحي في المنازل، وتوقف أغلب أنشطة الحياة الاعتيادية بسبب هذا الوباء أمر صادم، ولا يمكن لعقولنا البشرية استيعاب كل هذه التغيرات بسهولة،...
وكأننا نعيش واقع فيلم من تلك الأفلام التي تصوّر مخلوقات فضائية أو وحوشاً مرعبة تغزو الأرض، وتهدّد البشر الذين يقفون مرتبكين عاجزين عن صدها في البداية، رغم كل ما يمتلكون من أسلحة وتكنولوجيا، فيهربون إلى...
تحت وطأة مخلوق لا يُرى بالعين المجردة، لكنه ليس كورونا، أكتب هذا المقال وقد جردني بالفعل من كل قواي، وجعلني أستسلم انتظاراً لتلك الحرب التي تخوضها خلاياي معه، في الوقت الذي يخوض فيه البشر حرباً...
