alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 275

نوبة «صحيان» سلمية بمصر

09 مارس 2019 , 01:23ص

هناك شعوب -في تقديري- تتمتع بمهارة الضفدع الهائلة على القفز، وفي الاتجاه المضاد أيضاً، الشاعر المصري المبدع جمال بخيت كتب هذا المعنى في قصيدة باللهجة العامية المصرية، غناها الفنان المصري علي الحجار، قال فيها: «عم بطاطا -يقصد الشعب المصري- يزك الزكة.. يعبر سينا ويفتح عكا، وبيصبر على جار السَّوْ (ء).. خمسين سنة ويقول دُول فكة»! ويبدو أن أعداءنا يعرفون صفاتنا ويدرسونها جيداً، فقد تمكن علماء غربيون من إجراء تجارب على الضفادع بوضعها في حيز محدود -الحدود القومية عند الشعوب- وقاموا بتغيير الظروف المحيطة بها، مرة يقومون بتبريد المياه تدريجياً فيموت الضفدع ببطء وفي هدوء، المصير نفسه يحدث في حالة تسخين المياه التي يعيش فيها الضفدع وتنعدم قدرته الفطرية على القفز بعيداً عنها، تتلاشى فطرة الضفدع ومعها أيضاً قدرته على التكيف مع البيئة المحيطة به! التبريد والتسخين للشعوب الثائرة أساسه «نظرية الضفدع»، وأظن أن تلك النظرية تم تجريبها مع الشعب المصري منذ فترة طويلة، وذلك إدراكاً ويقيناً من جانب الأعداء لقدرة الشعب المصري وفطرته التي خلقه الله عليها. الزميل والإعلامي الرائع معتز مطر -مثل الشاعر الكبير جمال بخيت- يعرف تلك القدرة الكامنة في الروح المصرية التي تستطيع القفز و»حرق المراحل»، ويعرف كيف تلاعب الأعداء بتلك الخاصية -الجينية- لدى الجماهير المصرية بأساليب التبريد والتسخين طوال السنوات الماضية، في محاولة بائسة لتغييرها. من خلال مبادرات معتز مطر الأسبوعين الماضيين عبر قناة «الشرق» لتنظيم فعاليات سلمية داخل مصر مثل فعالية الصفارة ومبادرة «نوبة صحيان» وغيرها تحت شعار: #اطمن_انت_مش_لوحدك، يحاول معتز وفريق العمل معه، أن يستعيد المصريون ثقتهم في أنفسهم، والتغلب على الخوف من البندقية التي يضعها العسكر فوق جبين كل مواطن مصري، منذ وقوع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013. وباعتباري مواطناً مصرياً بسيطاً، عبّرت عن تأييدي ومساندتي لكل المحاولات السابقة التي استهدفت أن يتحرك الشعب، ولا يستسلم لإجرام العسكر، وهذا أيضاً ما قمت به مؤخراً عند إعلان تأييدي ومساندتي لمبادرات الصديق العزيز معتز مطر. وأظن أن على كل من يزعم انتماءه لمعسكر الثورة في الداخل أو في المنفى، أن يدعم ويساند هذا الجهد السلمي، الذي يدفع معتز وفريقه ثمناً غالياً من أجله، ثمن يتمثل في أمان والدته الفاضلة -وهي والدتنا جميعاً- وأشقائه وزوجاتهم وأطفالهم وكل أقاربهم، وما أفدحه من ثمن! وما أقبحه من جرم يقوم به النظام المصري في عهد عبدالفتاح السيسي! معتز مطر ابن مصر الواعي، البار والمناضل، يدرك بفطرته مثل الشاعر جمال بخيت، أنه لولا وعي الشعب المصري وقوته وروحه الصلبة الكامنة في العقل الجمعي للمصريين، لما تحالفت عليه كل تلك القوى الظالمة في الداخل والخارج. الإعلامي اللامع معتز مطر استثمر طويلاً في قضية الثورة، أكثر بكثير مما استثمر في ذاته، أو في الجماعة أو الحزب أو التيار الذي يمثّله، وكان العائد المؤكد على استثماره وجهده وعمله، الذي أظنّه مخلصاً لوجه الله ولقضية الثورة، أن يصبح مؤهلاً لتستجيب له الجماهير المصرية، وتتحرك بناء على طلبه. كل تمنياتي بالتوفيق والنجاح، وكل تضامني ومساندتي لمعتز فيما يصيبه من أذى من النظام العسكري المجرم. بسم الله الرحمن الرحيم: «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ» صدق الله العظيم

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (3-3)

في المقالين السابقين، حاولنا تشخيص بعض مشاكل شبه جزيرة سيناء، لكن علاج مشاكل هذا الإقليم العزيز على قلب كل مصري وعربي يكمن في أبنائه، فهم الأقدر على تشخيص مشاكلهم وتقديم العلاج لها.. فمن هم أهل...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

في مصر.. السمكة تفسد من الرأس!

صورة الكوبري الملاصق للعمارات والبيوت فى حيّ الهرم بمحافظة الجيزة بمصر، انتشرت مؤخراً انتشار النار في الهشيم، لدرجة أنها وصلت لصحف عالمية كبرى، مما تسبب في إحراج شديد للسلطات المصرية. الصورة تلخص حال مصر المحشورة...

«أثر الكوبرا».. و«كورونا»!

«أثر الكوبرا» هي نظرية من نظريات علم الإدارة والأعمال، التي طوّرتها واستخدمتها مدرسة شيكاغو، التي تُعدّ من أهم المجموعات الفكرية والأكاديمية في العالم. باختصار شديد، فإن تلك النظرية يلخّصها المثل العامّي المصري الدارج «جاء يكحّلها...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...