alsharq

مها محمد

عدد المقالات 70

على هامش المذبحة

20 مارس 2019 , 01:57ص

ذكّرتني مذبحة نيوزيلندا برواية «شآبيب» إحدى روائع الراحل أحمد خالد توفيق، التي تحكي حلم أحد المهاجرين العرب الأميركان بأرض بعيدة تجمع المغتربين العرب المضطهدين على أطلال كذبة تاريخية تدعي أن أرضاً في قارة أوقيانوسيا سكنها أجدادهم في عهد بني أمية لعقود طويلة، وبنوا مدينتهم «شآبيب» فيها، وقد أقنع رئيس الولايات المتحدة بمساعدة العرب على تحقيق حلمهم بالرحيل إلى هناك وبناء مدينة «شآبيب» مرة أخرى بعيداً عن التطرف، والإرهاب، والعنصرية ضدهم، بالإضافة إلى حل مشكلة اللجوء. لكن هذا الحلم ينتهي قبل أن يبدأ، ليعودوا مرة أخرى لواقعهم المخيف. من قُتلوا في هذه الجريمة لم يكونوا عرباً فقط، ومن يتعرضون للتطرف والعنصرية المتنامية في الغرب كذلك ليس العرب وحدهم، بل كل عرق لا يُعد أبيض، وكما يبدو فإن كفة الميزان بدأت بالتساوي بين من تشربوا روح الديمقراطية في الغرب، وآمنوا بالمساواة بين البشر، وبين من يرفضون كل ذلك ويميلون للتطرف بدعوى التميز العرقي، ما ينبئ بحجم الانقسام المقبل في الغرب بين شعوبه، مقابل التكتل والشعور بوحدة المصير بين العرب والمسلمين، نتيجة لهذه الجرائم الإرهابية ضدهم. اللافت في الأمر رغم وضوحه، وخروجه من السر إلى العلن، خاصة بعد تولي ترمب رئاسة الولايات المتحدة، ومهاجمته كل الأعراق والأجناس والأديان الأخرى ردات فعل، وتبريرات بعض المثقفين العرب على مجزرة كهذه، وكأنهم يعيشون خارج الزمن، وما بات ملء السمع والبصر. الكاتبة فاطمة ناعوت -مثلاً- علّقت على هذه الجريمة بأنها ردة فعل على إرهابنا وتطرفنا نحن، تحديداً لا أستطيع تشخيص سبب ضحالة وتفاهة هذا التعليق من المحسوبين على الثقافة عندنا، لكنه يشير إلى الحجم الكارثي لضبابية الوعي بما يجري معنا، أو إلى حجم التآمر على هدم ذات الأمة من قبل المحسوبين عليها من النخبة، التي كما يبدو لم تقرأ التاريخ ولا الحاضر، ولم تعرف يقيناً أن الإرهاب في أوطاننا ما هو إلا وليد سياسات واستخبارات الإنسان الأبيض الغربي الذي يُعد ضحاياه من إرهابنا كما يدعون نقطة في بحر كل من قتلوا على أيديهم من العرب والمسلمين، أو نتيجة استعمارهم أو مخططاتهم الاستعمارية. الجيد في الأمر، أن هذه المواقف تفضح أولئك الراقصين على جروح الأمة ومعاناتها العميقة، وتزيد كما ذكرنا من تلاحم الشعوب لإحساسها بالمصير الواحد، ووعيها أن الاغتراب والهجرة للغرب الذي بات في صراع مع قيمه أصبح قاب قوسين من قولنا: «كالمستجير من الرمضاء بالنار»، كما أن الثمن الذي يقدمونه في بناء حضارة الغرب لا يعني شيئاً لدى الإنسان الأبيض المجنون بعرقه، ولن يكون هناك حل حقيقي بدون تضحيات عظام تعيد أوطانهم إليهم وتعيدهم إلى أوطانهم.

آيا صوفيا تتنفس من جديد

في يوم حزين لأعداء أردوغان ولا أقول الإسلام حتى لا نقع في النيات، وبعد طلب من الشعب التركي وقّع عليه ما لا يقل عن 18 مليون تركي، وبحكم من الحكمة تم إعادة أيا صوفيا إلى...

مع أو ضد شبابنا وقضايا الساعة

من الأمور التي استرعت انتباهنا مؤخراً، قضية تُتداول منذ أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي بين فئات مختلفة من الشباب، وتدور حول جواز أو عدم جواز التلفّظ بكلمة عنصرية كانت تُستخدم ضد العبيد في أميركا كنوع...

رسالة لوزارة الثقافة

توجّهت وزارة الثقافة، مؤخراً، في خطتها السنوية في ما يتعلّق بأنشطة المراكز الثقافية والنسائية التابعة لها، إلى إيقاف كل ما يُعتبر نشاطاً دينياً تقريباً؛ كإيقاف حلقات تحفيظ القرآن، والمحاضرات الدينية والدعوية التي تقدّمها داعيات متخصّصات...

مقتل فلويد والقادم لأميركا

ربما هي العشرون دقيقة التي أشعلت كل تلك الحرائق، ونحن نرى ببطء كيف كان يحتضر جورج فلويد تحت ركبة قاتله رجل الأمن. أكاد أجزم أن الكثيرين لم يتحمّلوا رؤية هذا الفيديو، بما فيه من قهر...

التشويش الحاصل في مسألة «كورونا»

بعد أن ساهمت العولمة في نشر «كورونا» عبر وسائل السفر، تساهم مجدداً في تشويش وعي الناس وقناعاتهم في ما يخصّ «كورونا»، عبر وسائل التواصل والبرامج الإخبارية، حتى ليبدو أن هناك هُوّةً ما، بين الإجراءات التي...

نظرة للمتضررين مادياً من «كورونا»

لا يخفى على أحد أن توقف أغلب الأنشطة الاقتصادية بسبب الإجراءات الاحترازية ضد وباء «كورونا» كانت له آثار سلبية وسيئة على أصحاب الأعمال الخاصة، أو المشاريع الفردية، حيث خسر كثيرون أعمالهم أو العائد المادي الذي...

نجاحات.. وملاحظات كورونية

أتساءل مع كل مقال أكتبه هذه الأيام: هل يجب أن أكتب عن «كورونا» أيضاً؟ حتى في رمضان؟ وكأننا ما عدنا نستطيع التفكير في أي شيء إلا تحت مظلته؛ لكن كما يبدو فقد سقطت الكثير من...

خواطر في زمن «الكورونا»

كما قلنا في الأسبوع الماضي، يبدو أننا خرجنا من مرحلة الصدمة إلى مرحلة التأقلم والتكيف مع «كورونا» الخطير، الذي قلب العالم رأساً على عقب اقتصادياً، ووجودياً، ونفسياً، وعقلياً. «كورونا» أبرز القوى العظمى وكأنها هياكل تتآكل،...

نحتاج إلى مزيد من التوضيح

ونحن نعيش في زمن هذا الوباء العجيب، وننتظر أن تتكشف لنا منه كل يوم معلومة أو أكثر، يحصد كثيراً من الأرواح في شمال الأرض، ويداعب جنوبها بظلاله المخيفة، وهو يبسط رداءه فوق مشارق الأرض ومغاربها،...

ثغرات التعامل مع «كورونا»

لا نستطيع أن ننكر أن ما يحدث معنا في زمن «كورونا» من حجر صحي في المنازل، وتوقف أغلب أنشطة الحياة الاعتيادية بسبب هذا الوباء أمر صادم، ولا يمكن لعقولنا البشرية استيعاب كل هذه التغيرات بسهولة،...

كورونا.. بما كسبت أيدينا

وكأننا نعيش واقع فيلم من تلك الأفلام التي تصوّر مخلوقات فضائية أو وحوشاً مرعبة تغزو الأرض، وتهدّد البشر الذين يقفون مرتبكين عاجزين عن صدها في البداية، رغم كل ما يمتلكون من أسلحة وتكنولوجيا، فيهربون إلى...

عولمة «كورونا» تهز العالم

تحت وطأة مخلوق لا يُرى بالعين المجردة، لكنه ليس كورونا، أكتب هذا المقال وقد جردني بالفعل من كل قواي، وجعلني أستسلم انتظاراً لتلك الحرب التي تخوضها خلاياي معه، في الوقت الذي يخوض فيه البشر حرباً...