alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 275

أحمد علي الحمادي 11 مايو 2024
بالمعرفة تبنى الحضارات
د. زينب المحمود 12 مايو 2024
في بيتنا خريج
نجاة علي 12 مايو 2024
مشهد ثقافي حضاري
مريم ياسين الحمادي 11 مايو 2024
السياسة والثقافة.. المسافات المتقاربة

درس الجنرال ديجول لعساكر العرب

06 أبريل 2019 , 12:52ص

أثبت الجنرال الفرنسي شارل ديجول قدراته القيادية وإمكانياته الكبيرة كونه قائداً عسكرياً عظيماً لبلاده، وانتقد في أيامه الأولى كضابط في سلاح المشاة «سادة الحروب»، الأساليب التي اعتمد جيش بلاده عليها، والتي عفا عليها الزمن، تدرج في الرتب العسكرية، وشارك في معارك عدة، وأصيب عدة مرات، كما وقع في الأسر لدى القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وعُيّن وكيلاً في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1940، وقاد راية المعارضة لحكومة فيشي بقيادة المارشال بيتان، التي أرادت توقيع معاهدة سلام مع القوات الألمانية الغازية، وانتقل إلى لندن لقيادة المعارضة الفرنسية لحكومة الاستسلام. في شهر أغسطس من عام 1940، عُقدت محكمة عسكرية فرنسية في باريس، وحكمت على ديجول بالإعدام والحرمان من الرتبة العسكرية، ومصادرة ممتلكاته في فرنسا، وطبعاً تم اتهامه بـ «الخيانة والتعامل مع الأعداء»، لكن كل ذلك لم يمنعه من خدمة بلاده. في العام 1941، أسس ديجول «حكومة فرنسا الحرة»، وشغل منصب الرئيس المنفي المعترف به من قبل دول الحلفاء، وفي عام 1944، أصبح رئيساً لفرنسا المحررة، بعدما أُرغم النازيون على الانسحاب، لكن رئاسته لم تطل حيث استقال عام 1946، بعد خلافات مع الأحزاب المختلفة، بعد شهور قليلة من انتهاء الحرب وتحرير باريس من الاحتلال النازي. في تلك الفترة، كانت فرنسا تمر بظروف صعبة للغاية، وكان ديجول يتمتع بشعبية طاغية بين الجنود والضباط في الجيش الفرنسي، وأيضاً بين المدنيين الفرنسيين، باعتباره البطل العسكري والقائد السياسي الذي حرر بلاده من الاحتلال النازي. كانت كل الظروف تؤهّله للقيام بانقلاب عسكري، يقوم من خلاله باعتقال السياسيين الفرنسيين من مختلف الأحزاب، ويدعو إلى بناء فرنسا من جديد، وتحويلها من «شبه دولة» في تلك الفترة إلى دولة قوية تتبوأ مكانتها بين القوى العظمى والكبرى، لكن لأنه متعلم ومثقف ويفهم كيفية بناء الدول لم يفعل ذلك أبداً، آمن بالديمقراطية وحماها، وفضّل مصلحة فرنسا على مصلحته الشخصية، إيمانه بقدرته على قيادة بلاده لم يدفعه لهدم الديمقراطية واعتقال خصومه عبر الانقلاب العسكري. استقال ديجول وترك الساحة، ليظهر السياسيون الفاشلون الفاسدون على حقيقتهم تحت شمس الديمقراطية الساطعة، خلع بزته العسكرية، وأسّس حزباً أسماه «التجمع من أجل الشعب الفرنسي»، واشتبك معهم في العمل العام. بعد عدة مناوشات مع السياسيين داخل حزبه نفسه، قرر ديجول اعتزال الحياة السياسية عام 1953، وفضّل للمرة الثانية «المصلحة العامة» للأمة الفرنسية على «مصلحته الخاصة». تبدلت الأمور بانهيار ما يعرف بالجمهورية الرابعة، وجيل السياسيين الفاسدين الذين استلموا الأمور بعد الحرب العالمية الثانية، وكانوا بمثابة العملات الرديئة التي يقضي القانون الاقتصادي المعروف بأنها دوماً تطرد العملات الجيدة، لذلك طالب الفرنسيون بعودته، وعاد ديجول عبر صندوق الانتخابات لتأسيس ما عرف بالجمهورية الخامسة في فرنسا، واستمر رئيساً للبلاد من 1959 وحتى أواخر 1969. الدرس الديجولي: لا يتعين على قائد أو جنرال يطنطن بإرادة الشعب الديمقراطية والمصلحة العامة، أن يضع عصا في دولاب عملية ديمقراطية حتى وإن جاءت بالأسوأ، وإذا واجه «الاستبداد» «الفساد»، فيجب على الشعوب ألا تصفق لأحدهما إذا تغلب على خصمه، فكلاهما يعاديان الشعب، الفساد والاستبداد وجهان لعملة واحدة، ولا مجال للتقدم والنمو والازدهار إلا بالتخلص منهما معاً في إطار عملية ديمقراطية سليمة.

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (3-3)

في المقالين السابقين، حاولنا تشخيص بعض مشاكل شبه جزيرة سيناء، لكن علاج مشاكل هذا الإقليم العزيز على قلب كل مصري وعربي يكمن في أبنائه، فهم الأقدر على تشخيص مشاكلهم وتقديم العلاج لها.. فمن هم أهل...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

في مصر.. السمكة تفسد من الرأس!

صورة الكوبري الملاصق للعمارات والبيوت فى حيّ الهرم بمحافظة الجيزة بمصر، انتشرت مؤخراً انتشار النار في الهشيم، لدرجة أنها وصلت لصحف عالمية كبرى، مما تسبب في إحراج شديد للسلطات المصرية. الصورة تلخص حال مصر المحشورة...

«أثر الكوبرا».. و«كورونا»!

«أثر الكوبرا» هي نظرية من نظريات علم الإدارة والأعمال، التي طوّرتها واستخدمتها مدرسة شيكاغو، التي تُعدّ من أهم المجموعات الفكرية والأكاديمية في العالم. باختصار شديد، فإن تلك النظرية يلخّصها المثل العامّي المصري الدارج «جاء يكحّلها...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...