alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 275

الأسلحة المصرية الفاسدة!

15 فبراير 2020 , 02:47ص

في التاريخ السياسي المصري، توجد واقعة مثيرة للجدل أُطلق عليها «صفقة الأسلحة الفاسدة»، التي استخدمها الجيش المصري في الحرب العربية - الإسرائيلية الأولى في عام 1948. ولا يزال الجدل مثاراً بشأنها حتى اليوم؛ لكن السؤال المهم هو: هل كانت تلك الأسلحة فاسدة فعلاً؟! رغم أن كثيرين لم يبحثوا في هذا الأمر بالجدية المطلوبة، فإن المؤرخ المصري محمد الصباغ، يؤكد -وفقاً لمصادر متعددة- أن الأسلحة لم تكن فاسدة، بل كانت في حالة ممتازة، وأن الجنود غير المدرّبين عليها قبل المعركة هم السبب الأهم في حدوث خسائر بشرية كبيرة أثناء المعارك! وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع الصباغ، دعني أنتقل معك إلى نقطة أخرى، تتعلق بسلاح أقوى كثيراً من الأسلحة التقليدية، وهو سلاح الإعلام. في مجال الأسلحة العسكرية التقليدية، التدريب والخبرة شرطان ضروريان قبل الحصول على السلاح، أي سلاح! وفي العُرف العسكري، يتدرّب الجندي في بداية حياته العسكرية من دون سلاح، ولا يتم تسليمه سلاحاً قبل خوض تدريبات شاقّة في مجالات مختلفة.. فهل ينطبق هذا العُرف على مجال الإعلام خصوصاً في مصر؟! للأسف، تؤكد التجربة أن من تم تزويدهم بهذا السلاح «الاستراتيجي»، منذ عام 1952، كانت غالبيتهم العظمى من غير المدربين على استخدامه، وكانت غالبيتهم من الموالين للنظام، لا من أصحاب الآراء الحرة والشخصيات المستقلة. بمعنى أن صحافياً مثقفاً لديه خبرة وكفاءة، لكنه صاحب رأي مستقل، ويمكن أن يعارض النظام في مواقفه وقراراته انطلاقاً من ضميره الإنساني والمهني، فإن هذا الصحافي سيكون من المغضوب عليهم أو الضالين عن طريق موالاة النظام. هذا الصحافي لا يمكن أبداً أن يمنحه النظام سلاحاً مثل برنامج تلفزيوني كالذي يقدّمه «زميله المدجَّن» أحمد موسى. ولا يمكن أبداً أن يُسمح له برئاسة مؤسسة صحافية مثل «دار أخبار اليوم» التي يترأسها «زميله الموالي» ياسر رزق، أو «اليوم السابع» مثل «زميله المستأنَس» خالد صلاح... وغيرهم. الصحافي صاحب الرأي المستقل بمصر لا يجد سبيلاً سوى أن يوافق على تدجينه برضاه، أو يُجبره النظام على المداهنة والركوع، أو أن يقبل الصمت الاضطراري أو المنفى الاختياري، والأمثلة كثيرة ومتعددة! هذه واحدة، أما الثانية فهي أن يعثر النظام على «صحافي مدجَّن بالفعل» ليست لديه أية مواهب ولا يمكن أن يُعارض أو يعترض، بل إنه «يستمتع» بحالة الطاعة العمياء، عندئذ، يفتح له النظام الأبواب المغلقة ويمنحه كل الأسلحة الإعلامية الفتّاكة ليواجه بها أعداء النظام فقط.. هكذا كان حال الإعلام في مصر منذ سنوات طويلة. كل هذا مفهوم، لكن غير المفهوم أن تنتقل هذه الممارسات إلى إعلام من المفترض أنه ينطق باسم ثورة 25 يناير 2011 خارج حدود البلاد. بعض الأفراد القلائل المحسوبين على الثورة والثوار يضعون أنفسهم محل النظام الحاكم المستبد في مصر، ويستخدمون نفس أساليب وأدوات نظام مبارك، ربما لأنهم كانوا جزءاً من هذا النظام. يضعون كل شيء في غير موضعه، يمنحون «السلاح الإعلامي» لأيدٍ غير ماهرة ولا مدرّبة، وبعضهم يمارس مهنة الإعلام لأول مرة في حياته أو حياتها حتى يسهل قيادهم وتوجيههم، بينما في الوقت نفسه يستبعد الخبرات والكفاءات بطرق خبيثة وملتوية وحقيرة؛ لصعوبة توجيههم وفق أجندة معينة. هذا الوضع الشاذ والمقلوب خلق «فوضى إعلامية» لم تجنِ الثورة منها شيئاً ملموساً طوال 6 سنوات، وهو وضع يشبه «صفقة الأسلحة المصرية الفاسدة» التي لم تكن فاسدة بقدر فساد القائمين عليها!

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (3-3)

في المقالين السابقين، حاولنا تشخيص بعض مشاكل شبه جزيرة سيناء، لكن علاج مشاكل هذا الإقليم العزيز على قلب كل مصري وعربي يكمن في أبنائه، فهم الأقدر على تشخيص مشاكلهم وتقديم العلاج لها.. فمن هم أهل...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

في مصر.. السمكة تفسد من الرأس!

صورة الكوبري الملاصق للعمارات والبيوت فى حيّ الهرم بمحافظة الجيزة بمصر، انتشرت مؤخراً انتشار النار في الهشيم، لدرجة أنها وصلت لصحف عالمية كبرى، مما تسبب في إحراج شديد للسلطات المصرية. الصورة تلخص حال مصر المحشورة...

«أثر الكوبرا».. و«كورونا»!

«أثر الكوبرا» هي نظرية من نظريات علم الإدارة والأعمال، التي طوّرتها واستخدمتها مدرسة شيكاغو، التي تُعدّ من أهم المجموعات الفكرية والأكاديمية في العالم. باختصار شديد، فإن تلك النظرية يلخّصها المثل العامّي المصري الدارج «جاء يكحّلها...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...