alsharq

عادل إبراهيم حمد

عدد المقالات 421

خالد مفتاح 13 مايو 2024
مزالق التأويل
فاطمة الجابر 13 مايو 2024
السندات الحكومية
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 15 مايو 2024
منتدى قطر الاقتصادي.. بوابة للتنمية والرخاء الوطني والعالمي

هيبة الدولة لوقف النزاعات القبلية

16 مايو 2020 , 02:29ص

إذا تكررت المعالجة لحالة محددة بدون أن يكون للمعالجة مردود إيجابي، لا يكون من الفطنة ولا الحكمة ولا الكياسة في شيء الإصرار على الطريقة ذاتها التي لم تحقق غرضها، هذه قاعدة في حالات مختلفة، تستوي في ذلك المداومة على الجرعة الدوائية ذاتها رغم عدم تحسّن حالة المريض، وتقديم المعالجة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نفسها لظواهر اجتماعية سالبة أو لأزمات اقتصادية أو سياسية مزمنة. هذه المقدمة تمهيد لتناول وانتقاد تكرار الحكومات السودانية المتعاقبة لوصفة واحدة في معالجة حالة الاحتراب القبلي، التي طال أمدها واتسع نطاقها لتشمل مناطق عديدة في السودان، فرض هذا الموضوع القتال القبلي الذي وقع مؤخراً بين البني عامر والنوبة في ولاية كسلا، والقتال بين الرزيقات والفلاتة في دارفور، والأحداث الدموية في كادقلي بجنوب كردفان، وهي امتداد لثنائيات قتالية كثيرة اعتاد المواطن السوداني على سماعها بين حين وآخر. الحرب القبلية حدث خطير، ويكفي أنه يهدد الحياة ذاتها، حيث يقتل مئات المواطنين في هذه المواجهات الدامية، ورغم ذلك لا تقابل هذه الأحداث من السلطات -ولائية كانت أو مركزية- بالاهتمام الذي يتناسب وخطورة الحالة، أول مظهر للتراخي هو رد الفعل المتأخر على أخبار خطرة عن توتر في منطقة محددة يصحبه استنفار قبلي لأبناء القبيلة استعداداً لمعركة مقبلة بكل تأكيد، لكن الحكومات لا تحرك ساكناً ولا تبدأ التحرك إلا بعد انتهاء المعركة ومقتل كثير من أبناء الوطن. حينها تبدأ الحكومة تحركها المعتاد وتنفيذ خطتها التي فشلت عشرات المرات، حيث تعقد مجالس الصلح التي تدفع فيها الديات ويعيد الفرقاء مع الوسطاء أحاديث مستهلكة عن علاقة طيبة مزعومة بين القبيلتين، تلي ذلك إشادة في الإعلام بروح التسامح المعروفة بين السودانيين، وبعد فترة لا تطول يتجدد القتال لتستعد الحكومة لمجلس صلح جديد وأحاديث مكرورة عن الحكمة السودانية. يكفي سيل الدماء الذي لم ينقطع لأن تقلع الحكومة عن الطريقة الفاشلة، وتنهض لمسؤوليتها في بسط هيبة الدولة لحماية أمن المواطن، باعتبار الأمن أهم مسؤوليات وأوجب واجبات السلطة الحاكمة، ومن البدهيات أن تتحرك قوة نظامية -شرطة أو جيش- لمنع الاشتباك قبل وقوعه، أو لقمع الاشتباك القبلي فور وقوعه، باعتباره خروجاً على القانون أقرب إلى التمرد على الدولة، وعلى الحكومة في الظروف العادية العمل على جمع السلاح من المواطنين، ما دام انتشار السلاح قد أصبح من مهددات الأمن المجتمعي. لقد اعتاد الناس في العاصمة القومية وفي العواصم الولائية على رؤية الجيش وهو يستعرض قوته، فيحسّ المواطن بهيبة الدولة ويتراجع كل من تسوّل له نفسه التخريب، فلماذا لا يمارس الجيش سطوته في وأد الاشتباكات القبلية؟! معتمداً على شرعيته وعلى تفوقه العسكري. وفي جانب آخر، لقد ابتذلت الحكومات المتعاقبة فكرة الدية، فصارت السلطة أو القبيلة تدفع أموال الديات فلا يتحمل القتلة جريرة ما فعلوا، ويستعدون لجرائم جديدة ما دام المال يدفعه غيرهم، وما دام القانون لا يطالهم رغم بشاعة ما ارتكبوا، فلتعمل الدولة -ضمن خطة بسط الهيبة- القانون حتى ينال كل مستهتر جزاءه، وإلا فسوف يستمر هذا المسلسل الدامي، وسوف تسقط نهائياً هيبة الدولة.

الوصفة السياسية

الوصفة أو الجرعة أو الخلطة، مُسمّيات لتركيبة تصلح لحالات مختلفة، قد تكون مرضية أو اجتماعية أو سياسية. وفي كل الأحوال، لا بدّ أن تكون الوصفة أو الجرعة أو التركيبة -سمّها ما شئت- مضبوطة، لا تزيد...

موكب 30 يونيو اختبار للديمقراطية في السودان

دعت قوى الحرية والتغيير في السودان إلى تنظيم موكب في الثلاثين من يونيو لحث حكومة الثورة على الإسراع إلى تحقيق أهداف الثورة التي لم تنجز بعد. وتترقب الأوساط السياسية الموكب باعتباره اختباراً للتجربة الديمقراطية، فالموكب...

التعصّب السياسي آفة الفترة الانتقالية

يكاد التعصّب يرتبط بالرياضيين؛ حيث يعجب الناس كيف يرتبط فرد أو جماعة بفريق لكرة القدم، فيرسمون شعاره ويتغنّون باسمه، ولو تراجع مستواه وتوالت هزائمه. ومن عجائب التعصّب أن المحبّين يظلّون على الإعجاب والولاء ذاتيهما، ولو...

مراجعات منتظرة من الإسلاميين في السودان

صاحبت تجربة الإسلاميين في السودان أخطاء كثيرة، بعضها طبيعي مثل أخطاء حتمية تصحب أي تجربة عند التطبيق، وبعضها أخطاء قد تنحدر إلى درك الخطايا مثل الفساد الذي ضرب مؤسسات كثيرة، وهي أخطاء أقرّ ببعضها أركان...

السودان بين إثيوبيا ومصر

أقدم نظام الإنقاذ في العام 1995م على محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عند قدومه لحضور القمة الإفريقية، فشلت المحاولة الحمقاء وانكشف سريعاً بأدلة دامغة دور السودان في التخطيط والتنفيذ،...

المعاصرة حجاب والتاريخ لا ينصف

تابعت قبل أيام حواراً بين صديقين كانا يشاهدان شريطاً مصوّراً في مناسبة ذكرى انقلاب 25 مايو، الذي قاده العقيد -حينهاـ جعفر نميري في العام 1969م، ظهر الرئيس الأسبق في لقطات مختلفة اختيرت بعناية، وزادها ألقاً...

قوى الثورة السودانية في تحالفات جديدة

دعا رئيس حزب الأمة الصادق المهدي تحالف قوى الحرية والتغيير -الذي أنجز مهمة الثورة- إلى تحالف جديد، تحت مسمى «العقد الاجتماعي الجديد»، يرى حزب الأمة أن التحالف المقترح يتجاوز أخطاء التحالف الحالي، ويعالج ضعفاً اعتراه....

الوجود الأجنبي والسيادة الوطنية

يدور في السودان هذه الأيام، نقاش حول قرار المنظمة الدولية بالاستجابة للطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، باستقدام بعثة أممية تعين الحكومة الانتقالية على إنجاز مهامها، وأهمها تحقيق السلام وإكمال التحول الديمقراطي بإجراء...

ظاهرة حميدتي

إذا كان الخروج عن النمط المألوف يأتي ضمن تعريفات الظاهرة، التي ترصد لغرابتها اللافتة، فإن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني «حميدتي» يمثّل بلا شك ظاهرة سياسية. توافق المجتمع السياسي على مواصفات في رجل الدولة،...

أين تضيع جهود الأحزاب السودانية؟

بدأت التجربة الحزبية في السودان مبكرة، حيث إن السودان من الدول القليلة التي اعتمدت النظام الحزبي التعددي عند استقلالها، حين رأت دول أخرى أن تعتمد نظام الحزب الواحد، بدعوى أن التعددية الحزبية لا تناسب الشعوب...

سد النهضة وضرورة توازن المصالح

تشغل أزمة سد النهضة بصورة مباشرة الدول المعنية بها، وهي إثيوبيا ومصر والسودان، وامتد الاهتمام بها ليشمل دول حوض النيل، بل امتد الاهتمام حتى وصل واشنطن، التي تدخلت مؤخراً كوسيط بعد أن صارت الأزمة مهددة...

عن رفع الدعم والإبقاء عليه

يدور منذ أشهر جدال حول رفع الدعم كخيار لتحسين حال الاقتصاد السوداني، لما يمثله الدعم من عبء ثقيل على كاهل الاقتصاد، وتقابل هذا الخيار دعوة للإبقاء على الدعم حتى لا يثقل كاهل المواطن، وللتوفيق بين...