alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 275

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

05 يوليو 2020 , 01:36ص

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ كثير من المراقبين أن هناك صمتاً دولياً مريباً بخصوص سيناء، وهناك «تعتيم كامل» على أخبارها في الصحف ووسائل الإعلام المصرية المحلية، وهنا يثور التساؤل: لماذا يحدث هذا التجاهل؟ ولماذا يمنع النظام المصري منعاً باتاً وسائل الإعلام المحلية قبل الأجنبية من التواجد في سيناء؟ البعض يتذرع بطبيعة المنطقة وجغرافيتها وظروفها الأمنية، فيما يؤكد آخرون وجود «مؤامرة كبرى» يراد لها أن تتم في الخفاء عقب الانتهاء من الخطة الأكبر، وهي حرمان مصر من حصتها في مياه النيل وتحويلها إلى دولة هشّة وضعيفة، بما يسهل اقتطاع هذا الجزء المهم والحيوي من أراضيها!! لن نفترض سيناريو محدداً، بل سنناقش الحقائق. سيناء مثّلت على مدار التاريخ، القديم والحديث، أحد أهم محاور الاستقطاب بين القوى الدولية التي ترغب في توسيع نفوذها ووجودها في المنطقة العربية الإسلامية، لكونها بوابة مصر الشرقية والجسر الذي يربط قارتي إفريقيا وآسيا، وهي على شكل مثلث وتقع في شمال شرق مصر وتشتهر باسم أرض الفيروز. عندما سألت صديقاً من أهل سيناء، عن أسباب هذا التجاهل المشبوه لمشاكلهم، أجاب بثقة: بسبب فزاعة الانفصال غير الموجودة في أذهاننا على الإطلاق! سألته: ومن يريد أن يخرج بتلك الفزاعة؟! أجاب: النظام المصري، والقوى التي تقف خلفه. قلت باستغراب: هل تعتقد أن وجود الإرهاب يوفر مبرراً وغطاء للممارسات العنيفة للدولة البوليسية تجاه أهالي المنطقة؟ قال: نعم، هذا صحيح تماماً، وبالتالي فإن الدولة المصرية غير مهتمة بحل مشاكلنا الحقيقية. هنا انتهى حواري مع صديقي السيناوي، وبدأت أتساءل مع نفسي: ترى ما هي تلك المشاكل؟! باختصار تتمحور المشاكل حول: التنمية وملكية الأراضي، ودمج المواطن المصري السيناوي في عملية مستدامة للتنمية، تستهدف تحقيق كرامته الإنسانية، والاستفادة من الثروات الهائلة في المنطقة. مساحة شبه جزيرة سيناء تقل قليلاً عن 61 ألف كيلو متر مربع، أي نحو 6 % من مساحة مصر الإجمالية، وهي جزء من قارة آسيا، ويحدّها من الشرق فلسطين التاريخية، ومن الغرب قناة السويس، وفي الشمال البحر المتوسط، وفي الجنوب البحر الأحمر. تنقسم إدارياً إلى محافظتين هما: شمال سيناء وعاصمتها العريش، وجنوب سيناء وعاصمتها الطور، وعدد سكان محافظتي شمال وجنوب سيناء نحو 700 ألف نسمة، ويقطنها عدد من القبائل أبرزها السواركة والرميلات والترابين والمساعيد والبياضية وغيرها. ثروات سيناء لم تُستغل بعد، ويرى كثيرون أن أنظمة حكم العسكرالمتعاقبة في مصر منذ يوليو 1952م، تنتهج مع شبه جزيرة سيناء النموذج نفسه الذي اتبعته مع السودان، مما أدى إلى انفصاله عن مصر، وما اتبعه السودان من تجاهل وتهميش مع المناطق الجنوبية، وأسفر عن انفصالها تحت اسم «جنوب السودان». فهل ننتظر حتى تفصل سيناء عن مصر بخطة الإهمال والتهميش المتعمد والتشويه لأهلها تحت مزاعم متعددة على رأسها الإرهاب؟! ومن نافلة القول، إن ثروات سيناء وموقعها الجغرافي المتميز لم تغب أبداً عن أذهان الصهاينة الأوائل الذين قاموا بتأسيس المشروع الصهيوني، فقد أطلق عليها هيرتزل اسم « فلسطين اليهود»، وكانت أحد الأماكن المقترحة لإقامة دولتهم المزعومة، غير أن محاولاتهم تكسرت على صخرة الرفض العثماني لتوطينهم فيها.

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (3-3)

في المقالين السابقين، حاولنا تشخيص بعض مشاكل شبه جزيرة سيناء، لكن علاج مشاكل هذا الإقليم العزيز على قلب كل مصري وعربي يكمن في أبنائه، فهم الأقدر على تشخيص مشاكلهم وتقديم العلاج لها.. فمن هم أهل...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

في مصر.. السمكة تفسد من الرأس!

صورة الكوبري الملاصق للعمارات والبيوت فى حيّ الهرم بمحافظة الجيزة بمصر، انتشرت مؤخراً انتشار النار في الهشيم، لدرجة أنها وصلت لصحف عالمية كبرى، مما تسبب في إحراج شديد للسلطات المصرية. الصورة تلخص حال مصر المحشورة...

«أثر الكوبرا».. و«كورونا»!

«أثر الكوبرا» هي نظرية من نظريات علم الإدارة والأعمال، التي طوّرتها واستخدمتها مدرسة شيكاغو، التي تُعدّ من أهم المجموعات الفكرية والأكاديمية في العالم. باختصار شديد، فإن تلك النظرية يلخّصها المثل العامّي المصري الدارج «جاء يكحّلها...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً! (1-2)

فكرة الصحف الأميركية باعتبارها حصوناً لصيانة الحريات العامة في المجتمع الأميركي، تأسرني بشدة لمزيد من التنقيب والبحث في مواقفها وتاريخها، هذا الشغف بالموضوع تزايد عندي، خصوصاً في ليالي وأيام الحظر الطويلة في زمن «كورونا». المهم،...