في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ.. الشيخ محمد محمود المحمود: رمضان شهر عظيم يضاعف الله فيه ثواب الطاعات

alsharq
محليات 09 أبريل 2021 , 08:16م
الدوحة - العرب

أكد الشيخ محمد محمود المحمود أن رمضان شهر مبارك فيه خيرات وبركات، شهر فيه ليال مباركات وأياما عظيمة من الطاعات، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغل فيه أيادي الشياطين وفيه تغلق أبواب النيران، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يستبشر بقدومه ويبشر أصحابه به، فرحاً بقدوم هذا الضيف الكريم المبارك، شهر فيه تلك الليلة العظيمة ليلة طاعتها وأعمالها الصالحة خير من أعمال ألف شهر، فضل من الله تبارك وتعالى يمتن به على هذه الأمة المرحومة، أمة النبي عليه الصلاة والسلام، مع أنها أصغر الأمم من حيث الأعمار، شهر عظيم يضاعف الله تبارك وتعالى فيه ثواب الطاعات.

وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الشيوخ (الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني -رحمه الله-): عباد الله .. أوصيكم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، يقول الله تبارك وتعالى: "يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"، عباد الله .. لقد أظلنا شهر كريم، شهر مبارك عظيم، شهر فيه خيرات وبركات، شهر فيه ليال مباركات وأيام عظيمة من الطاعات، "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان".

وبين الخطيب أن هذا الشهر المبارك الكريم كان النبي عليه الصلاة والسلام يستبشر بقدومه ويبشر أصحابه به، فرحاً بقدوم هذا الضيف الكريم المبارك ألا وهو شهر رمضان، فقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: "جاءكم شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وفيه تغلق أبواب النيران، وفيه تُغل الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، قال بان رجب رحمه الله: هذا الحديث أصل لجواز التهنئة بقدوم هذا الشهر الكريم، كيف لا يهنأ بهذا الشهر وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان، كيف لا يُبشّر المؤمن بهذا الشهر وهو شهر تغل فيه أيادي الشياطين، كيف لا يُبشّر المؤمن بهذا الشهر وفيه تغلق أبواب النيران، كيف لا يُبشّر بهذا الشهر الكريم وفيه تلك الليلة العظيمة ليلة طاعتها وأعمالها الصالحة خير من أعمال ألف شهر، فضل من الله تبارك وتعالى يمتن به على هذه الأمة المرحومة، أمة النبي عليه الصلاة والسلام، مع أنها أصغر الأمم من حيث الأعمار، أعمار أفراد هذه الأمة يعد من أقل أعمار أهل الأمم السابقة، كانت الأمم السابقة يعيش الواحد منهم عمراً طويلاً، والدليل على ذلك أن نوحاً عليه السلام ذكر الله تبارك وتعالى لنا له جزءا من عمره ولم يذمر عمره كله، فبين تبارك وتعالى أنه لبث في قومه قبل ان يغرقهم الله عز وجل يدعوهم فيه إلى الله تعالى ألف سنة إلا خمسين عاماً، أي تسعمائة وخمسين سنة عاشها نوحا عليه الصلاة والسلام فترة دعوته فقط، ولا نعلم كم كان عمره قبل أن يبعث، وكم بقي في الحياة بعد أن أغرق قومه هذا دليل على أن الامم السابقة كانت تعيش أعماراً طويلة، وهذه الأمة هي أقصر الأمم أعمارا، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك".

وأوضح الشيخ محمد المحمود لهذا ضاعف الله لهذه الأمة الأجور والحسنات لتكون أفضل الأمم يوم القيامة، تأتي هذه الأمة يوم القيامة متقدمة على سائر الأمم، وذلك فضل من الله تبارك وتعالى، ومن أسباب ذلك التقدم أن الله اختص هذه الأمة بأيام وليالي وشهور مباركة تضاعف لهذه الأمة فيها الحسنات، ومن ذلك شهر رمضان المبارك، يضاعف الله تبارك وتعالى فيه ثواب الطاعات، الصيام فيه ليس كغيره من الأيام، فهو صيام فرضه الله تبارك وتعالى، القيام فيه ليس كغيره من القيام، تلاوة القرآن فيه ليست كغيره من الأيام، كل الأعمال الصالحة فيه متميزة ومثاب صاحبها ثوابا يختلف عن بقية الشهور، شهر رمضان شهر مبارك عظيم لهذا كان الصالحون من هذه الأمة يستعدون لهذا الشهر قبله بأشهر فقد روى أبو القاسم الأصبهاني عن معلى ابن الفضل البصري قال: كانوا يدعون الله سته أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون الله بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبل الله تعالى منهم الصيام، كانوا يدعون الله ويقصد بقوله كانوا أي من تقدمه من العلماء والصالحين من التابعين والصحابة رضي الله تعالى عنهم، كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يوفقهم لصيام شهر رمضان، شهر رمضان تغل فيه الشياطين وتصفد فلا عبث للشياطين فيه ولا عبث للمردة خاصة منها، فإن الله تبارك وتعالى يهيء الأجواء للصالحين من عباده ليكثروا فيه من الطاعة ويجتهدوا فيه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "يقول الله تبارك وتعالى "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي" يعجب الله عز وجل من ذلك العبد المؤمن الذي يدع شهوته ولذته، يدع طعامه وشرابه لأجل الله تبارك وتعالى، لأنه يخشى الله عز وجل، ليكافئه الله تبارك وتعالى بأن يجعل ثواب الصيام لا حدود له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، هذا في بقية الأعمال، أما الصيام فلا يعلم أجره إلا الله تبارك وتعالى، لهذا كان لزاماً على من يخاف الله عز وجل، كان لزاماً على من يرجو ثواب الله تبارك وتعالى أن يستعد لهذا الشهر الكريم، أن يستعد له استعدادا نفسيا، أن يدعو قبل الشهر بمدة أن يوفقه الله للصيام و للقيام وللإكثار من الطاعات، أن يوفقه الله في هذا الشهر الكريم أن يتجنب المعاصي والآثام.

وبين الخطيب أن من الاستعداد لهذا الشهر أن يتعلم الإنسان أحكام هذا الشهر أحكام الصيام، ما الذي يفسد الصيام وما الذي يبطله، قال النبي عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" لابد أن يتعلم أحكام هذا الشهر، بأن تقرأ في ما كتب فيه، فإن لم تستطع فعليك بسؤال العلماء قال تبارك وتعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

وأضاف: ومن الاستعداد لهذا الشهر الكريم أن يفرغ الإنسان نفسه فيه لطاعة الله تبارك وتعالى وللإكثار من الطاعة من تلاوة كتاب الله تبارك وتعالى وكثرة الصدقة والإحسان إلى المحتاجين، نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا أن ندرك هذا الشهر الكريم ونحن في أتم صحه وعافية.

يقول الله تبارك وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فرض الله تبارك وتعالى الصوم وجعله ركنا من أركان الدين وأركان الإسلام، فالصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل غير معذور بعذر يعجزه عن الصيام، يعد فعلى المرء أن يعتني بهذا الشهر عناية خاصة، ومن الأحكام المهمة التي ينبغي أن يتداركها الإنسان وهو يستعد لهذا الشهر الكريم، من كان عليه قضاء أيام من رمضان السابق من رجل أو امرأة، فيجب عليه أن يبادر بقضاء تلك الأيام التي أفطرها لعذر، أن يصومها قبل أن يدخل رمضان فإذا أخرها حتى دخل عليه رمضان من هذه السنة، كان عليه بعد رمضان أن يصومها وأن يكفر عن تأخيره لها، والكفارة أن يطعم عن كل يوم مسكينا، ومن الأحكام المهمة التي ينبغي أن يعتني بها العبد هي أن الصيام الفرض وهو صيام رمضان له نيته لكل ليلة، هذا الذي عليه جمهور أهل العلم، والإنسان إذا أراد أن يصوم يوم غد من أيام رمضان أن ينوي كل ليلة أنه سيصوم يوم غدن يبيت النية من الليل، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من لم يبيت الصيام فلا صيام له"، أي أن ينوي بقلبه أنه يصوم يوم غد من رمضان، وقيامه للسحور يغني عن النية وإن لم تخطر، هذا الذي نص عليه أهل العلم.